top of page
  • Twitter
  • LinkedIn
  • Instagram

ميدان العنصرية في الإعلام

  • Haia
  • Mar 31, 2021
  • 2 min read

Updated: Apr 9, 2021

حادثة مقتل جورج فلويد، الرجل الأمريكي من أصلٍ الأفريقي، أشعلت نيران الحشود الاحتجاجية ضد معاملة الشرطة التي وصفتها بالعنصرية. لم تكن هذه الحادثة أوّل أو آخر جريمة اتّخذت بهاجس العنصرية على يد شرطي من أصلٍ أوروبي.

لكن مهما ارتفعت الشعارات، ومهما علت هذه الأصوات، لن تصل الرسالة إلى السلطات المعنية دون وسائل الإعلام.

بتزامنٍ مع مقتل فلويد، قتل إياد الحلّاق، طفلٌ فلسطيني مصابٌ بالتوحّد، برصاصِ الاحتلال الإسرائيلي، بعد الاشتباه بأنّه يحمل مسدّساً، وتبيّن لاحقاً أنّه كان يحمل هاتفه الجوّال فقط.

لم يكرّس الإعلام أيّة أهمّية لهذه القضية، بالرغم من تشابهها بقضية مقتل فلويد من حيث المبدأ. لكن حكمت السلطات السياسية غير ذلك، ووجّه الإعلام عدساته، والصحافة أقلامها، للعنصرية في الولايات المتّحدة فقط.

البلدان التي تعاني من الانقسام السياسي، والطائفية كسوريا ولبنان، غالباً ما تفتقد المنابر الإعلامية الحيادية، التي تتحدّث باسم الشعب فقط. لذلك، تفتقر بلدانٌ كهذه أيّة تغيّرات اجتماعية إيجابية.

وفي مقابلة خاصّة مع المتحدّثة الرسمية لمشروع "ونبقى" في سوريا، ترى همسة أبوفخر أنّ الشعوب التي تعاني من الأزمات الاجتماعية، والتي لا يصل صوتها لوسائل الإعلام تقوم بإنقاذ نفسها، بنفسها. وأضافت أنّ "هكذا يصبح المواطن صحفياً، ويقوم بتأدية دوره الإعلامي لبثّ الواقع بلا تحيّز".

خلقت الاحتجاجات في مدينة منيابوليس نقاشات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الألفاظ والكلمات التي لازالت تتداول في المحادثات اليومية، إلّا أنّ الإعلام اختار منهجاً يتّبعه بحذر، كي يتجنّب أيّة إيحاءات عنصرية. ويدور هذا المنهج حول ألفاظ غير عنصرية ولا تشير إلى الإساءة أو الإهانة بأيّ شكلٍ ما.

وفي تصريحٍ خاص مع مديرة وكالة علاقات عامّة في ولاية واشنطن، هبة إسماعيل، ذكرت أنّ

الكلمات التي وافق المجتمع على استخدامها في الإعلام هي "سمراء" أو "أسمر"، "أسود" التي تترجم من كلمة black والتي تستخدم بشكلٍ متوافق عليه في الولايات المتّحدة وأوروبا، ومصطلح "عرق أفريقي".

ومن الكلمات المسيئة التي اعتاد البعض على تداولها ضمن المحادثات اليومية هي كلمة "عبدة" أو "عبد" لوصف شخص ببشرة سمراء. وظهرت هذه الكلمة في عدّة تعليقاتٍ على حسابات بعض المؤثرات السعوديات على مواقع التواصل الاجتماعي.

Frame 2


إحدى الألفاظ الأخرى التي لازالت تستخدم إلى اليوم هي "زنجية" أو "زنجي". وهو مصطلح أطلق على سكّان منطقة الساحل الشرقي في أفريقيا، ومن إحدى الكلمات التي لم تكن أوّل استخداماتها مهينة لأصحابها، حتّى أصبحت تستخدم بشكلٍ مهين.

من الجدير بالذكر أيضاً أنّ لا يجب على وسائل الإعلام تجنّب هذه المصطلحات فقط، بل عليه أن يبتعد عن الربط بين الجنسية والمؤشرات المسيئة.

في مباراة بين نادي الهلال والاتحاد في السعودية، ردّد الجمهور كلمة "نيجيريا" ضد لاعبي الاتحاد. نيجيريا ليست إلّا بلد واقع في القسم الغربي من القارّة الأفريقية، وتمتاز بسهولها ومناظرها الخلّابة. لكن جمهور الهلال لم يستخدم هذا اللّفظ لوصف خلابة منظر أهل الاتّحاد، بل هلّل المصطلح للدلالة على سمرة بشرة اللّاعبين.


الإعلام لم يعالج تلك الحادثة ولم يشير إلى تلك الهتافات العنصرية، بل قامت المنابر بالطبطبة عليها وإخفائها في أرشيف كرة القدم في السعودية.

العنصرية هي إحدى القضايا الاجتماعية التي اتّخذت حيّزاً بارزاً في تاريخ العالم، بما أنّها المصدر الأساسي وراء ظاهرة العبودية. قد يرى البعض أنّ مع تطوّر الزمن، استطاعت بعض المجتمعات أن تتحدّى هذه الظاهرة وتتغلّب عليها، لكن الحاضر يبرهن عكس ذلك.


 <img src="Racism" alt="Racism revolution">
العنصرية هي جائحة Photo by Ehimetalor Akhere Unuabona on Unsplash


2 Comments


Ayman Eltoum
Ayman Eltoum
Apr 18, 2021

العنصرية وباء يصعب التغلب عليه. موجود في كل المجتمعات اما بالالفاظ او الافعال او النظرة الدونية. مقال رائع!

Like
Haia
Apr 19, 2021
Replying to

إحدى نتائج العقل الضيّق.

Like
bottom of page