top of page
  • Twitter
  • LinkedIn
  • Instagram

هالة الإحباط

  • Haia
  • Mar 31, 2021
  • 2 min read

Updated: Apr 9, 2021

يبدأ الأمر وكأنّه مجرّد يوم سيّء، إلّا أن هذه الأيّام تصبح وكأنّها أمواج من الطاقة السلبية. بعض هذه الأمواج قد تكون أصغر من غيرها، وغيرها ترتفع بجراءتها وتهبط حتّى تؤدي إلى الاختناق، فتسلب كلّ بقعة لون تعرّضت لها.

لكن السؤال لايزال قائم، هل بالحق هناك من لبس هذه الموجة السلبية وأدّى إلى هبوط طاقة غيره؟ وهل الحل أصبح بعاتق العزلة؟

تتواجد الطاقة السلبية في جميع محيطاتنا، لا يمكنّنا تجنّبها، لكن يمكننا استيعاب مفهومها. والأمر ليس إلا قانون كيميائي بسيط؛ قانون الطاقة الحركية. فالطاقة السلبية كجميع الطاقات الأخرى ليست إلّا بذبذبات أو طاقة حركية بطيئة لدى جسيمات أو ذرّات الروح، ممّا يؤدي إلى تفاقم الصراعات والمشاكل، وبالتالي انعكاسها على محيطها. فبالفعل، يمكننا تأكيد وجود أناس سلبية وتأثيرها العالي على كل ما تعرّضت إليه، كما يمكننا تأكيد النظرية الكيمائية بأنّ تواجد المياه السائلة في بيئة باردة يؤدي إلى تجمّد هذه المياه.

اشتهر الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر بمقولته "الآخرون هم الجحيم"، فهل علينا الابتعاد عن نيران الجحيم والالتحاق بنسيم الجنّة البارد، أم يمكننا التلاعب باللّهيب دون الاحتراق؟


أرى أنّ كلّ ما علينا فعله هو الحفاظ على جميع العلاقات بصرف النظر عن طبيعة النفسية، لكن من المهم أيضاً أخذ المسافة الآمنة من الأشخاص السلبيين لتجنّب عدوى طاقتهم.

ما لا يدركه البعض أنّ للعقل قوة استثنائية للتحكّم بواقع الإنسان، وإنتاج الحياة التي يرغب بها. يشير قانون التخيّل والجذب بأنّ الإنسان لا يولد بطاقة سلبية بالفطرة، بل يخترقها لنفسه من خلال الأفكار والتصرّفات التي يقوم بها. كما أنّه يؤكد أنّ الاقتراب من أصحاب الطاقة السلبية بشكلٍ شخصي والتعامل مهم دون أخذ الحذر، يؤدي إلى انتقال بعض من هذه الطاقة في نفسيتنا حتّى لو حصل الأمر بشكلٍ ذرّي. فإذا كرّسنا دقيقة لأنفسنا كلّ يوم، لتخيّل الواقع الذي نرغب به، سنهيّئ أجسامنا على منع جميع العوائق التي تقف أمام تحقيق رغباتنا.

قال الفيلسوف الإغريقي إبكتيتوس إنّ "أيّ شخص قادر على غضبك يصبح سيّدك؛ يمكنه أن يغضبك فقط عندما تسمح لنفسك بالانزعاج منه".


قد يستغرق هذا النشاط بعض من الوقت والهمّة لتدريب العقل، لكنّ الأمر يستحق الجهد بما أنّه المنفذ الوحيد لإنقاذ النفس من مشكلة التعامل مع السلبية الخارجية. ومن الجيد أن نتعلّم كيفية التحكّم بعقولنا، حتّى لا نعرّض أرواحنا الضعيفة للأذى.

لا شيء يضعف أرواحنا أكثر من الكلام المحبط، لذلك علينا الاقتداء بكلام إبكتيتوس واستهلاك سلاح الرد بالإيجابية. وبالنهاية، ما علينا إلّا تذكير أنفسنا بأنّ الناس أطباع، والإيجابية المستمرّة ليست شرطاً للإنسانية، بل تقبّل جميع هذه الأطباع المختلفة.

وأخيراً، غالباً ما نسمع أنّ الإنسان كائنٌ اجتماعيٌ. لكن أرى أنّ الإنسان نزعته الفردية، خُلق وحده إلى عالم مليء بالاختلاف. في حال عدم استطاعتنا على تحمّل الهالات المختلفة التي تحيط برفاقنا، وشعورنا أنّ هالتنا الشخصية كافية لإرضاء أنفسنا، يمكننا العيش بعزلة.



 <img src="depression.png" alt="depression and rain">
Photo by Kristina Tripkovic on Unsplash الطاقة السلبية والإحباط

2 Comments


Haia
Apr 18, 2021

🌻🌻

Like

Yousef Abou Saleh
Yousef Abou Saleh
Apr 18, 2021

👏🏼

Like
bottom of page