top of page
  • Twitter
  • LinkedIn
  • Instagram

غياب الأنا

  • Haia
  • Jun 22, 2020
  • 1 min read

Updated: Mar 31, 2021

اقرأ بتمعّن... ولا تستعجل




(00:55)



عادت آلهة الأنا...


عادت بعد العناءِ الطويلِ لاسترجاعها مِن مَن سلبها منّي.


خسِرتها بعمىٍ وتظاهرت بالقوة


لكن بغيابها، لقّنت درساً-بل دروساً جعلتني أقدّر وجودها


أثناء غيابها، غمّ على نفسي ضبابٍ خنقني وأشعرني بالعطشِ لتجربة كلّ ما لم يمكنني تجرُبته بوجودها


دفعتني الشهوةُ إلى الوقوفِ على عتبةِ بابٍ أزرق.


رننتُ الجرسَ وانتظرت...


وضعت أذني على الباب وسمعت صوتاً عميقاً وطبلاً بعيد، لحق بصرخةِ حشدٍ وصفيره.


فتح الباب وفجأة لطّخ على وجهي طلاءً أحمر


ثم أخضر ثم أصفر


وما إلاّ وجدت نفسي ملطّخة بجميعِ ألوانِ قوس القزح


شممت رائحة العرق التي تنكرت بعبق الليمون


عالم من أضواء الLED، وجّهت شعاعها على يداي التي ارتعشت بحماسة للمشاركة في هذه الحفلة الصاخبة، الممتعة، الحيوية


فالضجيج داخل قلبي سرّع نبضات قلبي وتناغم مع الموسيقى التي صدرت من المنصة المزيّنة بأوراق الليمون


"لابد أنّ الرائحة تفوح من هنا"


هنا عليك التأمل بالكلمة التي تسمعها، اكمل القراءة عند (03:12)

إلّا أن ظهر بهلوانٍ مطلي بالأبيض، حدّق بي باستغراب وفجأة دفعني إلى حائط أبيض. بالرغم من ضخامة هذا الحائط، لم ألاحظ وجوده لحظة دخولي هذا العالم.


ارتعش الحائط من وزني وازداد ليناً كلمّا اتّكأ جسدي عليه


احترقت أطراف أصابعي ثم تخدّرت


شهق بؤبؤ عيناي وزفر


"ماذا تفعلين" نطق البهلوان بلكنة فرنسية


"لا أعلم، ربّما أعيش"


"وأين الحياة هنا؟"


صوّبت أصابعي المخدّرة على الحشد


ثم على قلبي


"ألا تشعر بها؟"


نظر إليّ باستغراب


"ألا شعرت بها؟" رددت


"ها هي مجددا" قلت بضحكة


هكذا نظر البهلوان حوله وأمر الحائط أن يتركني في العالم هذا قليلاً قبل أن يبلعني إلى عالمه


"سأتركك الآن... لكن عليك العودة إلى هذا الحائط قبل أن ينتصف الليل"


ضحكت في استغراب


"ومن أنت عرّابتي"


هكذا تركني البهلوان في هذا العالم لفترة أطول، لكن غصّ قلبي كلمّا تذكّرت أن هناك عالمٍ لم أزوره بعد.


أو ربّما غصّ بأرجحية وحشية معاملة العالم الجديد لي...



Comments


bottom of page